تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
محاضرة في بني زيدان
2720 مشاهدة
التحذير من الأمن من مكر الله

كذلك أيضا نقول: إن الإنسان عليه ألا ييأس من روح الله، وعليه أيضا ألا يأمن من مكر الله. فالأمن من مكر الله هو أمن هؤلاء بحيث إنهم يظنون أنهم آمنون من العذاب، وأن الله لا يعذبهم، ولو عملوا ما عملوا، وهؤلاء تحت خطر العذاب؛ ولذلك قال الله تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ؛ يعني إذا آمنوا واتقوا وأطاعوا ربهم فتح الله عليهم البركات، فأنزل عليهم بركات السماء، وأنبت لهم بركات الأرض متى آمنوا واتقوا ربهم.
ثم يقول الله تعالى: أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُون أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ؛ فهؤلاء هم الذين يأمنون مكر الله، وأولئك هم الذين يقطعون رجاءهم ييأسون من روح الله. والمؤمن يكون بينهما لا ييأس من روح الله فيقطع رجاءه من رحمته، بل يعلق قلبه بربه ولا يقنط من رحمة ربه، وكذلك أيضا لا يأمن مكر الله، لا يأمن العقوبة لا يأمن أن يأخذه ربه وهو مصر على ذنبه، ومستمر على خطئه، لا يأمنون من مكر الله تعالى.
ورد في بعض الآثار: أنه إذا رأيت قوم يصرون على المعاصي فقد مكر بالقوم ورب الكعبة. مكر بهم؛ يعني أن الله تعالى يعطيهم ثم بعد ذلك يأخذهم على غرة وغفلة، يأخذهم آمن ما يكونون وأصح ما يكونون أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ؛ أي عذابنا أن يأتيهم بأس الله وعذابه في ليلهم وهم نائمون، لا يشعرون إلا وقد أهلكهم الله تعالى بعذاب بئيس، وأنزل بهم عقوبته أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أمنوا أن يأتيهم بأس الله تعالى ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُون في سهوهم وغفلتهم وسمرهم ولعبهم، أن يأتيهم بأس الله تعالى فيأخذهم على حين غرة وغفلة.
ورد أن الله ما أخذ قوما إلا عند غرتهم وغفلتهم وسلوتهم، دليل ذلك قول الله تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً أخذهم الله تعالى؛ فنقول على الإنسان أن يعلق قلبه بربه، وأن يجتهد في دعائه، وأن يعلم أن أعماله ولو بلغ ما بلغ فإنها قليلة في جانب ما يستحق الله تعالى عليه في جانب حقوق الله.
وكذلك عليه ألا يغتر بإمهال الله، الذين يغترون بأن الله أمهلهم وخولهم وأغناهم وأعطاهم، وأصح أبدانهم وأكثر أموالهم وأولادهم -يعتقدون أن ذلك دليل على كرامتهم، ودليل على أمنهم ودليل على أعمالهم الصالحة؛ وما علموا أن هذا إنذار بأن يأخذهم الله تعالى على غفلتهم، يقول في الحديث إذا رأيت الله يعطي العبد وهو مصر على معاصيه فاعلم أنه استدراج يعني قول الله تعالى: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ وإذا كان كذلك فإن علينا جميعا أن نكثر من الأعمال الصالحة التي يحبها الله تعالى، ولا نستكثرها ولو بلغت ما بلغت.
وعلينا أيضا أن ننصح إخواننا الذين انهمكوا في المعاصي، وأكثروا من السيئات وتهاونوا بنظر الله عز وجل، وتهاونوا بعقوبته وتهاونوا بوعده ووعيده -أن ننصحهم ونحذرهم بأس الله تعالى ونقمته، ونقول لهم: لا تغتروا بإمهال الله فإنه تعالى يمهل ولا يهمل؛ فيحسب الظالم في ظلمه أهمله القادر أم أمهله، ما أهملوه بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا .
فهذه وصيتنا، وصيتنا لكم أيها المخلصون وأيها المتقون ألا تتواكلوا على العمل وألا تتكلوا على أعمالكم، وأن تحتقروها ولو بلغت ما بلغت، وأن تستكثروا من الحسنات. الحسنات التي هي قاصرة يعني التي هي صلاة وصوم وعبادة، والحسنات المتعدية التي هي نصيحة وتوجيه ودعوة إلى الله، وأمر بمعروف ونهي عن منكر وإرشاد إلى الخير وتوجيه إليه؛ فلعلكم بذلك تزدادون حسنات.
ولعلكم أيضا ترشدون إخوانكم وجيرانكم وأصحابكم وزملاءكم -إلى أن يقلعوا عما هم عليه من الإهمال ومن السيئات والمخالفات، ويتوبوا إلى ربهم توبة نصوحا، ويصدقوا التوبة ويتوبوا توبة صالحة؛ حتى تصلح أعمالهم، وحتى يسلموا من عذاب الله تعالى عذابا خاصا أو عذابا عاما؛ العذاب الخاص هو ما يشاهد من موت الغيرة في القلوب واليأس من صلاح المجتمع ومن صلاح الناس، أو العذاب الخاص هو استحسان المعاصي والاستسلام لها وعدم الغيرة عليها.
والعذاب العام هو نزول عذاب من السماء إما قحط عام، وإما موت وآلام وأمراض لا يستطيعون أن يردوها ولا يجدون لها علاجا، ولو فعلوا ما فعلوا كما هو الواقع في كثير من الأزمنة ومن الأمكنة. نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة، نسأل الله أن يرحمنا بواسع رحمته. نسأله سبحانه ألا يعذبنا ولا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، وألا يهلكنا وهو يملكنا.
نسأله سبحانه أن يقبل بقلوبنا وقلوب المسلمين على طاعته، وأن يهدي ضال المسلمين، وأن يرشد غاويهم وأن يبصر ضالهم وأن يقبل بهم إلى الخير، وأن يحميهم ويصدهم عن الشر. نسأله سبحانه أن يؤلف بين قلوب المسلمين ويجعلهم هداة مهتدين، كما نسأله أن يصلح أئمة المسلمين وقادتهم. نقول: اللهم أصلح أئمتنا وقادة المسلمين في كل مكان، اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك برحمتك يا أرحم الراحمين، والله أعلم، وصلى الله على محمد .
أسئـلة
شكر الله لسماحة الشيخ على هذه الكلمة الطيبة المباركة، وأسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجعل ذلك في ميزان حسناته وحسناتكم أنتم أيضا. ولا شك أن هذه فرصة سعيدة أن نلتقي بسماحته في هذا اللقاء المفتوح للإجابة على ما يردنا من استفسارات، ولا شك أن أمامي أسئلة كثيرة. والبعض يطيل في السؤال، وقد يكون السؤال أيضا يعني الكتابة غير واضحة، فنحن يعني نرجو من الإخوان الذين يريدون أن يلقوا الأسئلة أن يكون الخط واضحا، أيضا أن يكون مختصرا.
س: وأبدأ بالسؤال الأول. يقول: يا سماحة الشيخ، أنا شاب كنت أفعل العادة السرية وقد أفطرت ما يقارب ثلاث سنوات في رمضان، ولا أحصي الصلوات التي تركتها أو صليتها وأنا على نجاسة، كما أنني لا أحصي الأيام التي أفطرتها، كل ذلك نتيجة هذه العادة السرية. أفتونا جزاكم الله خيرا.
هذه العادة ضارة بالصحة كما ذكر ذلك الأطباء؛ فننصح الشباب ألا يتعاطوها وننصح أيضا بأن يتعففوا يستعملوا أو يتزوجوا النكاح الحلال الذي يتعففون به عن هذه العادات المحرمة أو الضارة. وكذلك أيضا أن يفعلوا ما أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم من الصيام والجوع الشديد الذي يكون مضعفا لهذه الشهوة وكاسرا لحدتها. أما هذا السائل فلا شك أنه أخطأ، وذلك لأنها إذا فعل هذه العادة في رمضان؛ فإنه يفطر بذلك لأن هذا من الشهوة الذي أمر بأن يتجنبها في قوله في الحديث: ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي فيكون ذلك مفطرا.
ثم نقول بالنسبة إلى الصلوات التي صليتها وأنت لم تغتسل فهذه مما يعفى عنها لكثرتها، وبالنسبة إلى الصيام فعليك أن تصوم ما تقدر عليه وأن تكثر من التطوع لعل الله تعالى أن يكفر عنك ما وقع منك.
س: سماحة الشيخ، سائل يسأل يقول: قدمنا من الرياض منذ ثلاثة أيام ولا ندري في أي وقت نرجع إلى مكان إقامتنا؛ فهل يصح لنا الجمع والقصر؟ أفتونا جزاكم الله خيرا.
إذا كنتم لم تستقروا في سكن فلا بأس أن تقصروا، إذا كنتم لم تستقروا بل تتنقلون من منتزه إلى منتزه وتأكلون عند سيارتكم وتنامون مثلا تحت الشجر، وما أشبه ذلك؛ فلكم حكم المسافر ولو بقيتم أكثر من أربعة أيام أو خمسة. وأما إذا استقررتم في سكن داخلي فيه فرش وسرر وأنوار وكهربا وما أشبه ذلك؛ فليس لكم حكم المسافر بل تتمون ولو لم تقيموا إلا يوما أو يومين هذا هو المختار.
س: فضيلة الشيخ، هل الإسبال محرم وإن كان كذلك فهل يخلد صاحبه في النار؟
لا شك أنه محرم ولكن لا نقول أنه يوجب الخروج من الإسلام، أو يوجب الخلود في النار بل هو ذنب من الذنوب التي ورد الوعيد عليها، وهذه الوعيد تجري على ظاهرها. يتجنبه المسلم لما ورد فيه من الوعيد في قوله عليه السلام: ما أسفل من الكعبين فهو في النار وغير ذلك من الأحاديث.
س: سماحه الشيخ، ما حكم التصوير بكاميرات الفيديو ؟
نرى أنه يجوز عند الحاجة إذا كان في ذلك فائدة، وذلك لأن هذه التصاوير ليست مستقرة، وإنما هي مرسومة في هذه الأفلام، ثم إذا شاءوا طمسوها وصوروا عليها غيرها، فإذا كانت مفيدة فلا حرج في ذلك.
س: هل يجوز القيام بالمشاهد والتمثيل في المراكز الصيفية؟ وهل يجوز تمثيل شخصيات الكافرين أو الشخصيات الكافرة؟
نرى أنه يجوز؛ وذلك لأن فيه فائدة. هذا التمثيل قد يكون مؤثرا للحاضرين وضرب الأمثال مما يقرب فهم المعاني، ولأجل ذلك أكثر الله تعالى في القرآن من ضرب الأمثال. ويجوز تمثيل ما ذكره الله فلو أن إنسانا مثل قول الله تعالى: مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فجاء ومعه مجموعة وكانوا في مكان مظلم فيه أشجار وحجارة فأوقد نارا حتى رأوا ما حولهم، ثم بعد ذلك أطفأها فجأة فإنهم إذا طفئ ذلك النور وتلك النار تخبطوا ولا يدرون أين يذهبون فهذا مثال المنافقين؛ فإذا مثل ذلك وقال: هذا المثل الذي ذكره الله فلا بأس بذلك.
وكذلك قوله تعالى: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ لو مثل ذلك أيضا بأن نعق بدواب وصاح لها حتى تتبعه لكان ذلك تمثيلا مفيدا، وكذلك بقية الأمثال إذا كانت هادفة. وكذلك أيضا لا مانع من أن يمثل بأشخاص يعني يصور أنه ذلك الشخص الذي يقول كذا الذي يفعل كذا حتى يعرف كيده ويحذر منه ومن أمثاله.
س: فضيلة الشيخ، أعمل عمرة لنفسي؛ فهل يجوز بعد أداء العمرة أن أرجع إلى الميقات لأعمل عمرة ثانية لوالدي وثالثة لي؟ جزاكم الله خيرا.
نرى أنك تكتفي بالعمرة إذا كنت داخل المملكة التي سافرت لها، وأن العمرة في الأصل إنما هي التي تنشئ لها سفرا من بلدك. فإذا كنت في داخل المملكة فليس عليك مشقة إذا أديت العمرة أن ترجع إلى أهلك إلى بلدك، ثم بعد ذلك تنشئ سفرا مرة أخرى في الأسبوع الذي بعده أو في الشهر الثاني، تنويها لأبيك أو لأمك أو لأحد أقاربك. وهكذا ولو اعتمرت في كل شهر فإن المسافة قريبة أما الرجوع إلى الميقات مرارا فيظهر أنه لم يكن سنة.
س: ما الحكم الشرعي في حرمان المرأة من الميراث والتحايل عليها بشكل أو بآخر حتى تتنازل عن حقها وهى مرغمة حتى ولو تظاهرت بالرضا؟
حرام ذلك، من أكل المال بالباطل. قال الله تعالى: وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ لا تأكلوا أموالكم ولا تقتلوا أنفسكم؛ فالمرأة قد جعل الله تعالى لها ميراثا، ولو كان أقل من ميراث الرجال، وذلك لأن الذكور أحوج إلى المال؛ فلذلك جعل الله لهم مثلي الأنثى. فنقول: كونه يحرم أخته من ميراثها الذي فرض الله تعالى هذا حرام.
كذلك أيضا نقول: كونهم يتحايلون إليها أن تتنازل وهي مرغمة لا شك أن هذا أيضا حرام، وإنما عليهم أن يعطوها حقها، وإذا خشوا أنها تضايقهم في أملاكهم فإن عليهم أن يعطوها ثمن ما تستحقه كاملا بأن يأتوا إلى من يقدر هذه الأرض أو هذه العمارة أو ما أشبهها، وإذا عرفوا ثمنها دفعوا إلى أختهم أو إلى أخواتهن حقهن كاملا حتى لا يظلموهن.
س: سماحة الشيخ، أثناء تأديتي للصلاة؛ هل يجوز لي تقديم الذي بجانبي أو تأخيره. أفتونا جزاكم الله خيرا؟
أي أنك تؤثر بمكانك؛ يعني تؤثر بالصف الأول إذا كنت فيه وتقدم من هو أفضل منك،
س: يريد تسوية الصف يا شيخ، يريد تسوية الصف فقط.
لا شك أن الإنسان إذا رأى الصف معوجا فإن عليه أن يعدل الصفوف، ويحرص على تسويتها؛ فإن تسوية الصف من تمام الصلاة كما ورد ذلك في الحديث. فاحرص ولو كنت من المأمومين على أن ترشد وتقول لهذا: تقدم، ولهذا: تأخر حتى يستوي الصف.
س: فضيلة الشيخ، ما حكم مشاهدة الأطفال لأفلام الكرتون التي يخالطها نوع من الموسيقى ؟
نرى عدم تعويد الأطفال على مثل هذه الصور التي فيها غناء أو فيها موسيقى أو ما أشبه ذلك، أما إذا لم يكن فيها إلا شيء لا محظور فيه وشغلتهم عن ما هو محرم فلا بأس بذلك. يعود الطفل في صغره على الخير، ولا يعود على الشر، ولا يعود على شيء يكون فيه فتنة أو يكون فيه تغيير لفطرته.
س: يقول: لي والدة كبيرة في السن ومريضة مرضا مزمنا بالروماتيزم، وإن كان لا يؤثر عليها الآن كثيرا، وهي تصوم ثلاثة أيام من كل شهر. ولكن ألاحظ أنها تتعب كثيرا حيث إنها لا تستطيع الأكل في السحور ولا في غيره؛ فأكلها ضعيف جدا؛ فأحيانا أمنعها من الصوم وأقول لها: حتى أنا لا أصوم، حتى توافق على عدم الصوم، أفتونا جزاكم الله خيرا.
نرى إذا كانت مطيقة أنك لا تحرمها من الخير، إذا كانت راغبة فيه وتطيقه؛ فأما إذا كانت تتكلف ويشق عليها كثيرا، ويزيد في مرضها فلا بأس أن تقنعها بالإفطار أياما أو يوما، أو تصوم يوما وراء يوم أو ما أشبه ذلك. فإن الأفضل أن الإنسان إذا كبر في السن يحب أن يستكثر من العبادة وبالأخص من الصوم الذي هو قربة وعبادة.
س: يقول السائل: نرى كثيرا من الناس يصلي بعد أذان الفجر أربع ركعات؛ فهل هذا صحيح؟
غير صحيح، ورد في الحديث لا صلاة بعد الفجر أو بعد الصبح إلا ركعتي الفجر ومعنى ذلك أنه لا يصلي الإنسان بعد طلوع الفجر إلا الركعتين اللتين هما سنة الفجر، ثم بعد ذلك يؤدي الفريضة. فبعض الإخوان إذا دخلوا المسجد يقول: أصلي ركعتين بنية تحية المسجد، ثم أصلي ركعتين بنية سنة الوضوء، ثم أصلي ركعتين بنية سنة الفجر، وهذا خطأ بل يقتصر على ركعتين وتكفيه عن تحية المسجد وعن سنة الوضوء وعن سنة الفجر ثم بعد ذلك يشتغل بالأذكار.
س: سماحة الشيخ، ما حكم لبس الخاتم خاصة للشباب إذا كان للزينة؟
هو مباح، ولكن إذا كان فيه شيء من التشبه بالنساء أو ما أشبه ذلك فنرى كراهيته، وإلا فالأصل الإباحة. النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يتختمون بالفضة، وأباح لهم ذلك؛ ولكن إذا خيف أن فيه شيئا من التشبه المنهي عنه نهي عنه.
س: يقول السائل: اشتريت أرضا بالتقسيط وأنوي أن أستثمرها في المستقبل إن شاء الله، ثم أسكن في جزء منها وأستثمر الجزء الباقي؛ فهل علي في ذلك زكاة؟
لا زكاة فيها إذا كنت نويتها للاستثمار فإذا بعتها قبل أن تستثمرها أخرج زكاة سنة واحدة، وإذا عمرتها واستثمرتها فإن أجرتها هي التي تزكى إذا حال عليها الحول.
س: سائل يسأل يقول : أريد زيارة قبر والدي وأغسله بالماء وأقرأ عليه سورة الفاتحة؛ فهل الميت يعرفني ويسمعني؟ وهل يتجاور الأموات ويتعارفون أو يعرف بعضهم البعض؟
أما الزيارة فلا بأس أنك تزور قبور أقاربك، وأنك تسلم عليهم وتدعو لهم وتستغفر لهم؛ فإن ذلك ينفعهم ويصل إليهم أجر كبير من دعاء الأحياء لهم، وأما بالنسبة إلى غسل القبر أو صب الماء عليه؛ فهذا ليس بمشروع، وذلك لأنه لم يرد ولأن لا فائدة في ذلك. صب الماء عليه عند الدفن لأجل أن يلتئم التراب ويتلبد، فأما بعد ذلك فلا يجوز. وأما الأموات فالله أعلم أن أرواحهم تتعارف، الأرواح التي هي تبقى وهي التي تتعارف وتتزاور، وأما الأجساد فإنها قد فنيت وأصبحت ترابا كما هو مشاهد.
س: ما حكم رقص المرأة على شريط يوجد فيه ضرب بالدف ؟
نرى أن هذا لا يجوز سيما إذا كانت في بيتها ولا موجب لذلك، أو كانت عند مجتمع تسمع هذا الدف أو هذا الطبل في هذا الشريط، ثم ترقص عليه وتغني هذا من اللهو المنهي عنه.
س: ما حكم الزير والزلف للرجال؟
الأصل أنه ما أذن في ذلك إلا في حالة خاصة، أذن في ضرب الدف في الحفلات، والأولى أن يكون للنساء. وكذلك أيضا عند قدوم غائب طالت غيبته من الأحباب ونحوهم لأجل الفرح به، وكذلك في أيام الأعياد الضرب بالدف الذي هو مثل المنخل، مختوم من جهة واحدة. وأما ما يسمى بالزير والطبول وما أشبهها فلا تجوز فيما يظهر.
س: ما حكم من يؤجر محلاته التجارية على من يبيع الدخان أو الدشوش أو غيرها من الأشياء التي تغضب الله عز وجل؟
يكون ممن يعاون على الإثم والعدوان، الله تعالى قال: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ فإذا كان لك محلات فلا تؤجرها على من يعصي الله فيها، لا تؤجرها على الذين لا يصلون ولا تؤجرها على الذين يجعلونها أماكن للغناء واللهو، ولا على الذين يبيعون فيها آلات الملاهي أو الدخان أو ما أشبه ذلك؛ فإن ذلك من المساعدة لهم على معاصيهم، فتكون شريكا لهم. ستجد إن شاء الله من يكون مطيعا ويستأجرها ولو أجرة قليلة، فالقليل الحلال خير من الكثير الحرام أو المشتبه.
س: امرأة بقيت في نفاسها ثلاثة أشهر، وما زال الدم ينزل عندها ثم قطعت الصلاة؛ فما رأي سماحتكم في ذلك؟
هذه مستحاضة إذا زاد الدم عن العادة المعتادة التي هي مثلا سبعة أيام أو عشرة أيام أو أكثر شيء عادة بعض النساء خمسة عشر يوما، فإذا زاد على عادتها المعتادة اعتبرت نفسها مستحاضة، فلا يجوز لها ترك الصلاة، إنما تترك الصلاة أيام عادتها ستة أيام سبعة أيام قدر ما كانت تأتيها العادة أو في زمن...
س: امرأة تسأل عن الإسقاط في ثلاثة أشهر ثم رمت بهذا الإسقاط في الحمام ولم تدر إلا بالحمل الثاني؛ فما حكم ذلك وفقكم الله؟
أخطأت في ذلك ولكن الآن ليس لها إلا أن تتوب وتستغفر، وإذا كانت متعمدة فلا بد أنها أن تستأذن من زوجها وتطلب منه السماح مما فعلت.
س: ما حكم قص شعر المرأة ؟
نرى أنه لا يجوز إلا إذا طال طولا زائدا كما إذا وصل إلى الحقوين أو نحوه، فأما إذا كان شعرا معتادا، يعني يصل إلى السرة أو إلى نصف الظهر فلا يجوز لها أن تقصه.
س: ما حكم لبس الملابس القصيرة خاصة للأطفال ؟
تعويدهم بالأخص الإناث على مثل هذا تعويد على العري؛ فالطفلة التي عمرها أربع سنين إذا عودوها على لباس إلى الركبة أو إلى ما فوق الركبة ألفت ذلك وأحبته واستمرت عليه وأنكرت اللباس الوافي، واستمرت على هذا ولو بعد البلوغ أو بعد الرشد؛ فيكون ذلك سببا في تعويدها على ما هو عري أو شبيه به. فننصح أولياء الإناث ألا يعودوهن على هذا اللباس القصير ولا على هذا اللباس الضيق.
عود ابنتك ولو كانت بنت ثلاث سنين على اللباس الذي يسترها إلى الكعبين أو قريب منها، وعلى اللباس الواسع الذي لا يبين شيئا من أعضاء بدنها حتى تألف ذلك في صغرها وتستمر عليه في كبرها.
س: انتشر في أوساط النساء لبس النقاب، ولا شك أن كثيرا من النساء لم تجعل النقاب على العينين فقط، وإنما أظهرت يعني الجزء الكثير من الوجه أرجو الإفادة في ذلك وفقكم الله.
لا شك أن هذا فتنة، إذا لبست ما يسمى بالنقاب وأبدت أكثر الوجه، يعني بدا بعض الجبين وبدا الحاجبان وبدت العينين والأنف وبدت الوجنتين وشيء من أعضاء الوجه، لا شك أن هذا شبيه بالعري أو شبيه بالتبرج، النقاب الذي كان يلبسه النساء قديما كان ساترا للوجه كله من الشعر إلى الذقن، وربما أيضا يتدلي تحت الذقن، وإنما فيه فتحتان صغيرتان قدر سواد العين لأجل اللباس أو لأجل النظر فهذا هو المباح، فأما هذه الألبسة فإنها فتنة نرى أنها لا تجوز.
س: ما حكم لعن الرجل لزوجته أو العكس؟
لا يجوز لا لزوجته ولا لغيرها، ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا بالفاحش ولا البذي ورد ذلك في حديث إن اللعانين لا يكونون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة ولكن إذا حصل ذلك فعليه التوبة وعليه الاستغفار وعليه استسماح من صدر ذلك منه. إذا لعن إنسان فإن عليه أن يستسمحه ويقول: اعف عني فقد أخطأت في هذه الكلمة، التي هي كلمة محرمة ورد فيها وعيد شديد.
س: سائلة تسأل تقول: أنها أم لعدة أطفال ودائما تحلف عليهم في أشياء كثيرة فيخالفونها؛ فما الحكم في ذلك؟
ننصحها وغيرها بترك هذا الحلف، الله تعالى ذم من يفعل ذلك في قوله تعالى: وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ الحلاف هو كثير الحلف؛ وذلك لأن مع كثرة الحلف لا بد أن يقع شيء من الحنث أو من المخالفة. ثم نقول: إذا وقع منها الحلف مرة أخرى فعليها الاستثناء بأن نقول: إلا ما شاء الله أو إلا أن يشاء الله ليكون ذلك محللا للحنث إذا حصل ذلك. كذلك أيضا بالنسبة إلى ما حصل منها نقول: عليها كفارة إطعام عشرة مساكين ولو كانت الأيمان كثيرة .
س: سماحة الشيخ، ما حكم لبس البنطلون أمام الزوج ؟
البنطلونات بالنسبة إلى النساء فيها شيء من شبه العري، وذلك لأنه يميز الأعضاء الفخذين والإليتين وما أشبه ذلك، ولكن إذا لم يكن عندها إلا زوجها فقط فالزوج له أن ينظر منها إلى جميع جسدها، فأما إذا كان عندها رجال أو نساء ولو محارم فلا يجوز لها ذلك.
س: سائل يطلب التوجيه من سماحتكم بنصيحة للآباء تجاه أبنائهم.
لا شك أن الأب مسئول عن أبنائه، فإذا رباهم تربية صالحة كانوا له قرة عين؛ فننصح الآباء بأن يعلموا أولادهم منذ الصغر معرفة الله تعالى، ومعرفة ما خلقوا له، ولو كانوا في السنة الثالثة أو الرابعة. وننصحهم أيضا أن يعلموهم القرآن، ويحثوهم على حفظه أو حفظ ما تيسر منذ الصغر ليكون ذلك معهم بعد الكبر. وننصحهم أيضا بأن يربوهم على سماع كلام الله وعلى سماع العلم وعلى سماع الفوائد، وأن يحفظوهم ويحموهم عن التربية على سماع الأغاني والملاهي والأفلام الهابطة والصور الفاتنة وسماع الكلام السيئ والسباب والعيب والشتم والقذف واللعن، وما أشبه ذلك.
فإن الأطفال إذا سمعوا ذلك في الصغر تربوا عليه، وأحبوه وظنوا أنه لا بأس به مع كونه محرما، كما ننصحهم أن يتفقدوا جلساء أولادهم؛ وذلك لأن المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل فيسأل ولده من ترافق يا ولدي؟ فإذا علم أن رفقاءه وجلساءه من الصالحين المصلحين شجعه على ذلك، وإذا علم أنه من السفهاء الجهلة الذين يخاف أن يوقعوه في الفساد في شرب الدخان أو في فاحشة اللواط أو في ترك الصلاة أو في الذهاب إلى الأماكن التي فيها أفلام وفيها غناء وطرب وما أشبه ذلك، حذره منه وأخذ على يديه حتى يكون قرة عين.
س: سماحة الشيخ، كثر في أوساط الشباب لبس الملابس التي فيها الصور، وكثرة القبعات ثم يأتون إلى بيوت الله عز وجل بهذه الملابس التي فيها الصور ويؤدون الصلاة؛ فما حكم هذه الصلاة وما نصيحتكم لمن يرتدي هذه الملابس؟ وفقكم الله.
العهدة على الآباء. الأبناء الذين مثلا في سن العاشرة إلى الثالثة عشر، إنما يكونون تحت ولاية آبائهم، فنقول: أيها الأولياء وأيها المسلمون إن هذه الأكسية التي فيها هذه الصور حتى ولو كانت صور طيور أو صور حيوانات إنها لا تجوز، وإن الذين يوردونها ما أرادوا إلا أن يفشوا هذا المنكر فيما بين المسلمين،؛ فلا يجوز أن تشتروا هذه الأكسية التي في مقدماتها أو في مؤخراتها هذه الصور.سواء كانت جبة أو سراويل أو فانيلة أو فروة أو ما أشبه ذلك لا تلبسوها حتى تكسد عند أهلها، فيؤدي بهم إلى ألا يستوردها مرة ثانية.
كذلك أيضا هذه القبعة التي لها مقدمة أمام الوجه فتسمى قديما الكبوس وجمعها كبابيس، وهي من لباس الكفار أو النصارى ونحوهم؛ فتعويد الشباب عليها لا شك أنه تعويد لهم على هذا التشبه بالكفار وما أشبه ذلك؛ فعلى الأولياء مسئولية أن يعودوهم على اللباس المعتاد الذي هو لباس المسلمين.
س: سماحة الشيخ، هل للزوج حق في راتب الزوجة المدرسة مع بيان ذلك بالتفصيل؟ وفقكم الله.
ليس له حق في ذلك؛ وذلك لأنه مقابل أعمالها، لكن إذا شرط عليها عند العقد أنه يأخذ من راتبها مقابل أنه يسمح لها تخرج كل يوم مثلا خمس ساعات أو ست ساعات وتترك منزله فله ذلك. وكذلك أيضا إذا كان هو الذي يوصلها ويردها وشرط أنه يأخذ مقابل ذلك فله ذلك، أو بذلت له شيئا من قبل نفسها طيبة بها النفس فله ذلك، حتى من مهرها قال الله تعالى: وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا أباح الله تعالى له أن يأخذ مما أعطته من المهر فكذلك مما تملكه من مالها.
س: سماحة الشيخ، امرأة تقول: إنها تعاني مشكلة مع زوجها حيث إنه يشرب الدخان ويشرب الشيشة ويأخذ شيئا من الأعشاب، ولما تناصحه يقوم عليها ضربا. نرجو الإفادة في ذلك والتوجيه لمثل هؤلاء.
كثير مثل هؤلاء الذين انهمكوا في شرب الدخان والعياذ بالله، وشرب النارجيل أو الشيشة لا شك أنهم قد أهلكوا أنفسهم، وهم لا يشعرون؛ فهذا الدخان مرض معروف أنه من أشد الأمراض، ولكن لا ينتبهون لذلك. وكذلك هذه الشيشات وما أشبهها، فعلى مثل هذه المرأة أن ترفق بزوجها بالنصح أن تنصحه نصحا برفق، وألا تشدد عليه حتى لا يشدد في الضرب عليها، وإذا كانت هذه أخلاقه فنرى أن فراقه أولى حتى تسلم من هذا الضرب ومن هذا الأذى الذي ينالها.
س: سائل يسأل فيقول: سماحة الشيخ، ما حكم الحلف بغير الله عز وجل خاصة وأن كثيرا من الناس الآن عندما تريد إكرامه وقلت: والله أن أكرمك لا يلبي هذه الدعوة إلا أن تحلف بالطلاق؟
وهذا أيضا من الخطأ، قد ذكرنا قول الله تعالى: وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ وقد بوب الشيخ ابن عبد الوهاب في كتاب التوحيد باب ما جاء في كثرة الحلف؛ وذلك لأن الذي يكثر الحلف بالله يكون ذلك منه دليلا على تهاونه بالرب سبحانه وتعالى وبأسمائه وعدم احترامه لأسماء الله؛ فننصح بعدم التمادي في كثرة الحلف.
ثم أيضا إذا أردت إكرام صديق لك وافد أو نحوه فلا تشدد عليه، اعرض عليه فإن وافق بدون حلف وإلا فلا تلجىء نفسك إلى الحلف وأنت قد لا تثق بأنه يوافق على حلفك، وأيضا لا شك أن الحلف بالطلاق قد يوقع عند بعض العلماء فراقه لزوجته. كثير من العلماء يقولون: إنه إذا طلق وقال: علي الطلاق أن أكرمك، علي الطلاق أنت ضيف عندنا -ثم لم يفعل أنه يقع الطلاق. وإن كان آخرون تساهلوا لكثرة ما يقع ذلك وجعلوا فيه كفارة يمين، فننصح بعدم استعمال هذا الطلاق والتحريم وكذلك عن كثرة الحلف.
س: سائل يسأل يقول: إن أخاه يشرب الدخان وهو مريض مرضا نفسانيا ويضطر إلى شراء الدخان لهذا المريض؛ فما الحكم في ذلك؟
ننصحه بألا يشرب، وبألا يشتري، فلعله إذا لم يشتر له أن يسلم من هذا الدخان، ولو كان مريضا مرضا نفسانيا. وعلاج المرض النفساني ذكر الله ودعاؤه، وكثرة قراءة القرآن، وكثرة الاستعاذة من الشيطان، وكثرة التوبة إلى الله تعالى، وكثرة الأعمال الصالحة، فمجرب أنها شفاء لمن وقع منه هذا المرض الذي هو مرض نفساني.فكونك تشتري له أنت الآن تزيده مرضا، وذلك لأن هذا الدخان يعتبر مرضا زيادة على مرضه. ولو قال: إنه إذا تركه ازداد وضاقت نفسه وضاق على من حوله، وكثر سبابه وكثر شتمه، وما أشبه ذلك -يصبرون عليه يوما أو يومين أو عشرة أيام حتى ينقطع عن هذه العادة ويعود إليه رشده.
س: سائلة تسأل تقول: أنها تؤدي الصلاة ولكنها تظهر القدمين والكفين؛ فما الحكم في ذلك؟
لا يجوز ذلك، عفا الله عما سلف، وبعد ذلك عليها أن تلبس لباسا يستر قدميها. في حديث أم سلمة قالت: يا رسول الله هل تصلي المرأة في الدرع الواحد؟ قال: نعم، إذا كان سابغا يغطي ظهور قدميها ؛ فلا بد أن المصلي من النساء تستر جميع بدنها إلا الوجه فقط لأجل أن تسجد عليه، أما الكفان فتسترهما ولو بعباءة أو برداء وكذلك الأقدام.
س: سائلة تسأل تقول: ما هي نصيحتكم للنساء خاصة وأنهن قد أكثرن من الخروج من المنزل إلى الأسواق؟
نصيحتنا أن المرأة تقر في منزلها ولا تخرج إلا لحاجة ضرورية؛ لقول الله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى قَرْنَ ؛ يعني اثبتن في بيوتكن، فإذا بدا لها حاجة في السوق فالأولى أنها تخرج مع محرم لها كزوج أو أخ أو نحو ذلك، أو تخرج مع جملة من النساء يؤنس بعضهن بعضا، ويكن كلهن متسترات غاية التستر حتى لا يتعرضن للفتنة، لا يفتتن ولا يفتتن بهن.
س: سائل يطلب الإكثار من النصيحة لمن يكثرون الغيبة والنميمة والاستهزاء بأصحاب الدين وأهله وكذلك من يسرفون في المناسبات. وفقكم الله.
ننصح المسلم أن يحفظ لسانه، ويعرف أن الله تعالى يؤاخذه بما يتكلم به من هذا الكلام الذي لا فائدة فيه أو فيه مضرة؛ فالغيبة والنميمة هي القدح في أعراض المسلمين أو التحريش فيما بينهم. ولا شك أن هذا من أذى المؤمن، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المؤمنين ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته .
فهؤلاء الذين ينقبون عن عورات المسلمين، ويقدحون فيهم ويسبونهم، أو يسخرون من أهل الخير، ومن أهل الدين والصلاح، ويستهزئون بأفعالهم ويستهزئون بشعورهم وبلباسهم وبكلامهم، ويجعلونهم سخرية أمام الناس؛ لا شك أنهم ما سخروا إلا بآيات الله، ذموهم أو ساخروهم؛ لأنهم من أهل الطاعة، ذموهم أو ساخروهم لأنهم صالحون مصلحون، فيكونون ذموا الصلاح الذي أمر الله تعالى به، ويخاف عليهم أن يكونوا من المعذبين الذين يصل بهم هذا الأمر إلى الكفر، والآيات كثيرة تدل على تحريم هذا الفعل.
اقرءوا قول الله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ اقرءوا أيضا قول الله تعالى: إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ هؤلاء هم أهل النار يخاطبهم الله تعالى: وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ .
اقرءوا أيضا قول الله تعالى: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وغير ذلك من الآيات؛ فعلى المسلم أن يتوب إلى الله تعالى، ولا يستهزئ بأهل الخير ولا بأهل الدين وبأهل الصلاح. كذلك أيضا ننصح الذين يقومون بالحفلات في حفلات الزواج ونحوه ألا يسرفوا، لا يسرفوا في المآكل والمشارب التي لا حاجة إليها، وكذلك أيضا لا يسرفوا في السهر والغناء والطرب وما أشبه ذلك، ولا في اجتلاب المغنين والمطربين والدقاقين ونحوهم، فيكونون بذلك عملوا سيئات يعاقبون عليها.
س: سائلة تسأل تقول: إن امرأة تستعمل المناكير ولكنها لما تقع في الحدث الأكبر، وتغتسل وتجهد نفسها على إذهاب هذه المناكير لا تذهب هذه المناكير إلا بعد يوم أو يومين؛ فما حكم الصلاة في ذلك؟ وفقكم الله؟
هذه المناكير منكرة كاسمها؛ فننصح عن استعمالها. هكذا سموها مناكير لأنها من المنكر فننصح بعدم استعمالها. عبارة عن شيء سائل يجعل على الأظفار يلتبد على الأظفار وعلى رءوس الأصابع، ثم لا يصل الماء إلى ما تحتها، فيكون الوضوء ناقصا. فنقول: لا يجوز لباسها إلا إذا كانت تقلعها كل وقت، إذا كانت تتمكن من قلعها عند كل وضوء أو عند كل غسل. فأما إذا لبستها ولم تقلعها في الوقت وتوضأت وهي عليها فنرى أن الوضوء ناقصا فعليهن البعد عن هذا المنكر.
س: سائل يسأل يقول: سماحة الشيخ، لقد سرقت أموالا كثيرة، وبعض هذه الأموال ما زال موجودا لدي إلى الآن ولا أستطيع رد هذا المال لأنني سأفضح نفسي؛ ما توجيه سماحتكم. وفقكم الله؟
لا تبرأ ذمتك إلا بردها إلى أهلها؛ وذلك لأنها محرمة وإذا لم تردها في الدنيا أخذت من أعمالك في الدار الآخرة؛ فإنهم سوف يطالبونك بما أخذت منهم، فننصحك بالتوبة أولا، وننصحك بأن تعطي كل ذي حق حقه ولو بواسطة؛ بأن توصل لهذا ماله بواسطة ولا يشعر بك، وتوصل إلى الثاني ماله وهكذا إلى أن تبرأ ذمتك وإلا فإنك آثم.
س: سائلة تسأل تقول: ما حكم كشف الرأس أمام النساء فقط؟ وما حكم وضع الصبغة على الرأس سواء بالسواد أو بغيره؟
عند النساء لا بأس أن المرأة تبدي شعرها لحاجتها مثلا إلى غسل رأسها أو إلى مشطه أو ما أشبه ذلك. وإذا لم تحتج فالأولى لها أن تستر رأسها عند النساء وحتى عند المحارم. لا شك أنها قد تحتاج إلى كشف رأسها في بعض المناسبات فلا حرج، وكذلك أيضا عليها أن تحرص على ستر جميع بدنها ولا تخرج من بدنها عند النساء ولا عند غيرهن إلا الشيء الضروري الذي تحتاج إليه.
أما بالنسبة إلى صبغ الشعر فاعتاد النساء في هذه الأزمنة تغيير الشعر بعدة ألوان، يكون شعرها بعضه أبيض وبعضه أحمر وبعضه أسود وبعضه أصفر ملونا، وهذا داخل في قول الله تعالى: وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ فيكون هذا من تغيير خلق الله الذي خلقه. المرأة تبقي شعرها على حاله إذا كان أسود، فأما إذا ابيض شيبا فإنه يجوز صبغه بالحناء ونحوه.
س: سائلة تسأل تقول: وضعت سقطا ولم تغسله ولم تكفنه ولم تعق عنه؛ فما الحكم في ذلك؟
يظهر أنها دفنته بدون تغسيل وتكفين يعني حفرت له ثم دفنته، وهذا يعتبر خطأ سيما إذا كان قد تم أربعة أشهر ودخل في الخامس؛ فإن له حكم الأحياء لأنه قد نفخ فيه الروح، فيجب أن يغسل وأن يصلى عليه وأن يدفن في مقابر المسلمين. وأما إذا كان أقل من أربعة أشهر، فإنه يدفن في مكان خاص طاهر ولو لم يكفن لأنه ليس له حكم الآدميين، وأما العقيقة فالظاهر أنها لا تجب إلا إذا ولد حيا.
س: سائلة تسأل تقول: ما حكم التخفيف من الحواجب ؟
لا يجوز ذلك، وذلك لأنه من النمص الذي ورد النهي عنه لعن الله النامصات والمتنمصات واللعن هو الإبعاد من رحمة الله، فيدخل في ذلك قص شعر الحاجب ونتفه وحلقه أو حلق بعضه، الشعر الذي في الحاجب ثابت من حين يولد الإنسان إلى أن يموت عادة لا يتغير فلا يجوز تغييره.
س: سائل يسأل يقول: الكثير من أمهاتنا وجداتنا -هداهن الله- يقدمن بعض أعضاء الوضوء على بعض؛ فهل هذا جائز؟ أفتونا جزاكم الله خير.
غير جائز وعليكم أن تعلموهن؛ وذلك لأن بقاءهن على هذا إنما هو دليل الجهل، دليل أنهم كبار ومتقدمون كانوا على جهل، فلا يدرون بأعضاء الوضوء كيف ترتب، فربما أن بعضهم يغسل يديه قبل وجهه أو يمسح رأسه قبل غسل يديه أو ما أشبه ذلك، فعلموهم حتى يعلموا بما هو السنة، وهذا ليس فيه مشقة إذا علمتوهن مرة أو مرتين ثلاث مرات عرفوا ذلك لسهولته.
س: أيضا يسأل سؤالا آخر يقول: هل يجب على الخادمة أن تحتجب؟
واجب عليك إذا استخدمتها أن تشترط عليها أن تحتجب عن الأولاد البالغين، عن الشباب البالغين وعن أهل البيت الرجال، وأن تكون في أقصى البيت مع النساء وألا تبرز للرجال، لا محتجبة ولا غيرها إلا عند الضرورة إذا كان ولا بد فتكون متسترة.
س: سائل يسأل يقول: لدي خادمة وأريد الذهاب إلى مكة المكرمة لأداء العمرة وهي غير مسلمة، وأيضا الذهاب إلى المدينة المنورة ؛ فهل أدخل هذه الخادمة إلى هذه البقاع الطاهرة؟
لا يجوز ذلك، اتركها عند أحد أقاربك حتى ترجع، فذلك لأنه لا يحل دخول المشركين الحرم المكي وكذلك على الصحيح الحرم المدني .
س: قد يقع من الشر من هذه الخادمة عندما أتركها عند جيراني أو من يقوم مقامي، ولكن قد يحصل من الخلوة خاصة مع الشباب؛ فهل أتركها عند هؤلاء؟ أم أسافر بها؟ جزاكم الله خيرا.
سوف تجد إن شاء الله أناسا مأمونين وموثوقين تجعلها عند أو مع خادمتهم أو خادماتهم. يوجد كثير من الأمناء فلا تيأس من روح الله.
س: سائلة تسأل تقول: إنها تكثر اللعن لأولادها وإخوانها خاصة صغار السن؛ فما توجيه سماحتكم لذلك؟
عليها التوبة، وأن تحفظ لسانها عن هذا السب وعن هذا اللعن، قد ذكرنا أنه من السيئات، وأن ورد في الحديث أن اللاعن إذا لعن صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق دونها أبواب السماء، وتغلق دونها أبواب الأرض فتذهب إلى الملعون، فإن كان يستحقها وإلا رجعت إلى اللاعن ؛ فعلى الإنسان أن يحفظ نفسه.
س: سائلة تسأل تقول: إنها نوت العمرة ثم حاضت قبل الميقات فلم تعلم الحكم، فلم تحرم من الميقات ثم طهرت بعد ذلك؛ فماذا تفعل؟ هل تحرم من التنعيم؟ أو تحرم من مكانها؟ ثم إنها تزوجت بعد ذلك؛ فما الحكم؟ وفقكم الله؟ تقول: إنها لم تحرم من الميقات ثم طهرت بعد ذلك؛ فماذا تفعل؟ هل تحرم من التنعيم؟ أو تحرم من مكان آخر ثم تزوجت ؟
لا يلزمها الإحرام؛ الإحرام إنما هو لمن أراده لقوله: ممن أراد الحج والعمرة. إن أحرمت من التنعيم فعليها دم؛ وذلك لأنها تجاوزت الميقات وهي مريدة له، إذا رجعت إلى الميقات وأحرمت منه وكملت عمرتها فلا حرج عليها، إذا لم تحرم إلى الآن فلا شيء عليها ولكن إن كانت لم تعتمر فعمرة الإسلام باقية في ذمتها.
س: سائل يسأل يقول: انتشر بين الشباب لبس الحذاء ذات الكعب الطويل وجهونا. جزاكم الله خيرا.
ننصح بترك ذلك للرجال أو للنساء حتى أن الأطباء ذكروا أنه غير صحي، وأنه يسبب عرقلة في السير ويسبب أضرارا، هذا الحذاء الذي كعبه عال يرتفع مثلا عن الأرض قدر ثلاثة أصابع يعني كعبه أو أربع أو ما أشبه ذلك، فالإنسان يتقيد بما هو نافع وبما هو عادة، ولا شك أن الذين صنعوا ذلك وأوردوه وأكثروا من إيراده إما التجار الذين يستوردونه وإما الصناع الذين يصنعونه أنهم ما قصدوا نفعكم إنما قصدوا استغلالكم وقصدوا أيضا إضرار المسلمين بما يحدث من الآفات.
س: سائلة تسأل تقول: ما حكم ذهاب المرأة إلى صالات الأفراح ؟
لا بأس بذلك إذا لم يكن فيها منكر فإن كان فيها أغاني ماجنة، أو فيها طبول، أو فيها اختلاط، أو فيها تصوير أو فيها سهر زائد أو فيها منكرات يعني نساء يتبرجن ولا تقدر أن تنصحهن فلا تذهب، وإذا خليت من ذلك فلها أن تذهب إذا دعيت.
س: سائل يسأل يقول: لي صديق ولكنه يدخن وهو من ذي القربى فهل لي أن أنصحه؟ وإذا نصحته فلم ينتصح فهل لي مفارقته؟
تعرف أن الدخان كل العارفين والعقلاء ينهون عنه ويعرفون ضرره، ويعرفون آثاره السيئة، وما يحدثه من الأمراض في الداخل أو في الخارج، حتى في أمريكا وبريطانيا والبلاد الأخرى التي هي كافرة لا تدين بدين الإسلام ينهون عنه أشد النهي. وليس ذلك للدين وإنما لضرره أنه يحدث أمراضا وعاهات كثيرة يعني لا يحدثها غيره، فانصحه وبين له أنه مضر للصحة ويحدث أمراضا.
وأرشدك إلى كتاب لدكتور كافر اسمه الدخينة في نظر طبيب مؤلفه يمكن أنه نصراني، ولكن ألفه باللغة الإنجليزية ثم ترجمته دكتورة مصرية إلى اللغة العربية الدخينة في نظر طبيب. كذلك أيضا كتاب آخر مؤلفه أيضا نصراني ذكر فيه أضرار الدخان وسمى كتابه كيف تبطل التدخين وذكر الوسائل التي إذا سلكتها تبطل التدخين وتسلم منه. وتوجد هذه الكتب وغيرها، ولنا أيضا رسالة مطبوعة اسمها التدخين مادته وحكمه في الإسلام وغيره ممن كتبوا في الدخان فلعلك أن ترشده وتقرأ عليه حتى يتوب.
س: سائل يسأل يقول: لدي ابن يبلغ من العمر سبع سنوات والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: مروا أبنائكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر فهل هذا التعليم في السن السابعة يقتضي إجباره على أداء الصلوات الخمس مع الجماعة في المسجد أم غير ذلك وجهونا وفقكم الله؟
حيث إنه لم يكلف يعني ما بلغ سن التكليف ولكن أمره هذا من باب التدريب ومن بعض التعليم حتى إذا بلغ وإذا هو قد عرف، وقد عرف حكم الصلاة وعرف أهميتها وعظم شأنها، وعرف فائدتها، وعرف شروطها؛ فلأجل ذلك يكون أمرا بدون ضرب، أما إذا بلغ العاشرة ودخل في الحادية عشرة فإنه يضرب ضرب تأديب إذا تركها هذا هو الحكم، فلا نقول: إنك تضربه وهو ابن سبع ولكن تأمره وترشده وتبين له.
شكر الله سماحة الشيخ على هذا اللقاء الطيب المبارك أسأل الله عز وجل أن يكتب له الأجر والمثوبة، وأسأله سبحانه وتعالى أن يجزيه خير الجزاء على الإجابة على هذه الأسئلة ونعتذر للإخوان الذين لم يحالفهم الحظ للإجابة على أسئلتهم وسيكون إن شاء الله لنا لقاء آخر سواء مع سماحته أو مع أحد المشائخ الفضلاء للإجابة على أسئلتكم أسأل الله لنا ولكم التوفيق.